اللي فاكر فيلم Analyse This بتاع روبرت دي نيرو وبيلي
كريستال، يفتكر ان دي نيرو كان بيلعب دور مافيوزو بس بيتعرض لأزمة نفسية وبقى حساس
جدا وبيتذكر دايما حادثة مقتل والده اللي كان حاضر وقت وقوعها وهو طفل، ومن ضمن
مشاكله اللي كان بيشتكيها لطبيبه النفسي كريستال، ان حساسيته المفرطة بقت بتسببله
احرا شديد خصوصا في مجال شغله. فلو شاف اعلان شركة تأمين على سبيل المثال، تنتابه
حالة شديدة من البكاء وحالته تبقى حالة! وهكذا. اهو انا بقى بقيت زي روبرت دي نيرو
في السنين الأخيرة. يعني مثلا اشوف اتنين بيحضنوا بعض في المطار، تلاقوني دورت وشي
وعيطت. اشوف مشهد في مسلسل او فيلم، ابكي! اقرا خبر انهار! اي حاجة فيها شوية
مشاعر زيادة، الاقيني مش عارفة امسك نفسي وابكي. ناهيكم بقى عن الذكريات اللي
باموت وافتكرها في اوقات فراغي. غلاسة كده! وطبعا حالة البكاء على اي حاجة
بالطريقة دي بقت بتستنزفني جدا، وباحس ان طاقتي بتهدر بشكل مرهق جدا، فرحت في لحظة
شجاعة اخدت قرار واعي اني امنع اي مسببات للبكاء والحزن عشان روحي ما بقتش
بتستحمل. لكن ده ما يمنعش اني اتعرض من وقت للتاني للحظات كده باتخطف فيها، حين
تأخذني الدنيا بغتة، والاقيني مش باعرف امسك نفسي واديها عياط! اقربها امبارح
مثلا. كان في صديق عزيز ليا من القاهرة، جاي اسكندرية عشان يحضر عرض حكي عن العنف
عاملاه مؤسسة نظرة في ستوديو المدينة، فقلت اروح اضرب عصفورين بحجر، اشوف صديقي
وكمان اشوف العرض. المهم رحت، ويا دوبك العرض ابتدى من هنا بمزيكا جميلة و visual art هايل، وابتدى الممثلون يعرضوا
ويحكوا وانا ما حطيتش منطق! من اول قصة والعياط اشتغل! وفضلت كده بقى! قصة ورا
قصة، حكاية ورا حكاية والبكا مش بينتهي والألم بيزيد جوايا. لدرجة ان بنوتة بتشتغل
في نظرة لقيتها بتمدلي ايدها بمناديل من كتر ما انا كنت منهارة! حكايات واقعية
وحصلت عن القهر والتحرش والعنف بس بمنظور مختلف، كان عرض هايل لكن مؤلم. لحد ما
ابتدوا يحكوا حكاية بنت تم التحرش بها جماعيا في التحرير، انا كنت واقفة في اخر صف
في الجمهور، وورايا باب خلفي للقاعة، لقيتني باتجه ناحيته وبافتحه وباعتذر للبنوتة
اللي ادتني المناديل وباقولها اني مش حاقدر اكمل! طلعت من القاعة وفوجئت بالبنوتة
دي بتديني كارت لنظرة وقالتلي احنا بنقدم دعم نفسي لضحايا العنف والتحرش وكده!
استغربت شوية واتضايقت حبتين عشان على قد ما انا كنت متفهمة انها فعلا بتحاول
تقدملي دعم، الا اني حسين انها دخلت في مساحتي الشخصية وكنت فعلا عايزة اختلي
بنفسي وقتها لأني كنت فعلا overwhelmed
باللي شفته ومش محتاجة اسمع اي حد او اسمع
تحديدا كلمتين زي دول، لأني ببساطة لما بيحس اني نفسيا تعبانة باستعين بطبيب او
معالج نفسي ومش باكابر او باتكسف من ده! المهم اني اضطريت اني اتكلم واقول اي حاجة
عشان الوقت يعدي. بس رجعت لقناعة اني بالفعل لازم ادافع عن نفسي اكتر وامنع اي
حاجة او اي حد، يحسسني بالحزن. الا طبعا لو ربنا رايد حاجة بعينها، مش حاقدر
اغيرها ولا امنعها. واخيرا، الطاقة دي مش حاجة بنلاقيها في الشارع، وانا زي ما
صديق قالي ان روحي تحتاج للشحن لشكل دوري... نصيحة: وفروا طاقتكم واشحنوا دايما
بالشكل اللي تفضلوه، سافروا، اسمعوا مزيكا، اختلوا بنفسكم، شوفوا ناس كتير،
اخرجوا، اتمشوا، ادخلوا سينما، اقروا قرآن، صلوا كتير، ادعوا، اعملوا خير، بس
اشحنوا. ارجوكم...
بتاريخ 8 ديسمبر 2014
No comments:
Post a Comment