Sunday, August 12, 2012

تعبت....


تعبت! ايوة تعبت..

عينيا وجعتني من  كترالقبح اللي محاوطني! قلبي اتوجع من بشاعة البشر وقبح نفوسهم! كثيرا ما أعطي الانطباع بأنني قوية لكنني في الحقيقة لست بهذه القوة التي أظهر بها! هناك شيء ما بداخلي يجعلني متصلة بكل ما حولي بشكل يرهقني نفسيا!

هل السفر هو الحل؟ هل البعد عن كل الوجوه والأماكن المعتادة والذهاب بعيدا بعيدا سيغير أي شيء؟ هي وصفة مجربة من قبل! لكن مشكلتي مع السفر ان الغربة والاشتياق بيكونوا فوق الاحتمال! ساعات باحس ان البعد هو الحاجة الوحيدة اللي حاتحافظ على شوية المشاعر اللي جوايا للبلد! انا عارفة ان الناس حاجة والبلد حاجة تانية، لكن مؤخرا بقى كل شيء مشوش، كل حاجة اتلخبطت، الورق اختلط بشكل مبالغ فيه وعبثي للغاية!

منذ انتخابات الرئاسة وانا اصبت بحالة خواء! فراغ في المشاعر! كل شئ اصبح سواء! لم اعد اشعر بأي شئ تحديدا منذ ظهور مؤشرات الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة! تأكدت أننا لم نغير أي شيء! تأكدت اننا فشلنا! ومن يومها وانا التزم الصمت! قد افرغ ما بداخلي على الفيسبوك وعلى التويتر وفي جلسات الأصدقاء لكن في النهاية كله "كلام ابن عم حديت" على رأي المثل الشعبي العبقري!  ساعات كتير بانجح في ان اعطي جرعة تفاؤل لبعض الأصدقاء خاصة أنني استطعت مؤخرا ان اغلب المنطق والعقل على العاطفة! لكن الآن لا استطيع ان اشعر بأي تفاؤل! كل ما أشعر به هو الخواء.. العدم!

اعترف انني قد تعرضت لمحنة شديدة استمرت شهور منذ نهاية العام الماضي بسبب مشاكل حزبية في المصريين الأحرار قد اعرضها بالتفصيل لاحقا! بالرغم من ان تلك المحنة جعلتني اقوى وانها انفرجت الى حد كبير الا انها تركت داخلي غصة تجاه الكثير من الأشياء والأشخاص! لن اصبح مشيرة التي كانت! لقد تغيرت للأبد!

ساعات باحس اني محتاجة ناس كتير حواليا عشان مابقاش معرضة للوقوع في متاهة الاحساس بالحزن! لكن في نفس الوقت وانا في وسط الناس بابقى عايزة اختفي من بينهم واستخبى في اوضتي وابقى لوحدي! ما هو انا مؤخرا بقيت باقضي اوقات كثيرة وحدي....

انا مش قادرة احس بأي حاجة! كل شئ فقد بهجته، كل شيء بقى عادي! عملت نقلة جديدة في حياتي! اشتغلت وعشت في القاهرة لكن برضه مش حاسة بأي شيء! ياسمين صديقتي اللي بتشاركني في العمل والسكن سألتني:"انا ليه مش حاساكي متحمسة؟" اجبتها بالعكس انا سعيدة بعملي الجديد وبنقلتي الجديدة للقاهرة ومتحمسة لهم بس لأني خلاص ما بقاش في أي حاجة بتخليني افرح فرحة كبيرة، لأني اتعلمت ان الفرحة في أي وقت ممكن تنقلب لحزن مرير... فإحساس الحماس والسعادة المفرطة ما بقتش عارفة احس بيهم! بعد جرعة السعادة المكثفة اللي حسيت بيهم اثناء وبعد الثورة وبعد الاحباط اللي مرينا وما زلنا نمر بيه، اعتقد اني خلاص خلصت مخزون السعادة المقدرين لي في حياتي!

عارفين؟ كنت دايما باتساءل ايه اللي حصل لجيل السبعينات واللي دايما كانوا شايلين حمل فشل 18 و19 يناير 1977؟ دلوقتي بس انا فهمت احساسهم! ما انا جربته...

باسأل نفسي في اوقات كتير ايه سر السعادة؟ اللي عرفته بعد تجارب حياتية كتير وفشل كتير ونجاحات معقولة ان هناك اسباب صغيرة للسعادة! حالات مؤقتة تجعلنا نبتسم للحظات ثم نعاود كرة الحزن مرة أخرى حيث أن الأصل في الأشياء هو الحزن والتعب! مش في ديننا بنقول ان الحياة دي دار شقاء؟ أنا ابتديت اقتنع بكده! وبقيت اعتمد على تلك اللحظات القصيرة اللي باسرقها من عمر الزمن واضحك وابتسم وارجع تاني للحزن! اشوف صحاب واحشني، اشتري حاجات تفرحني، اغني، ادخل سينما، اسمع مزيكا وانا سايقة العربية، وتستمر الحياة .. لحظات سعادة مسروقة وقصيرة..لا تمتد...

الرضا.. هل الرضا هو السر؟ هل هو كلمة السر التي ستمكنني من تحمل كل هذا الحزن والأسى؟ ادعو الله وآذانه للفجر يرفع ان يرضّيني بما قسمه لي! ادعوه من كل قلبي! اعلم انه قريب! انا على يقين من انه قريب وانه يسمعني ويرى دموعي، فهل يستجيب؟ يا رب استجب.. يا رب استجب.. يا رب استجب..

مشيرة صالح
السبت 11 أغسطس 2012 الثالثة والنصف فجرا