Saturday, September 28, 2013

عن ضيق المكان والزمان


تلك العلاقة الملتبسة بين الإسكندرانية وإسكندريتهم: أفق واسع رحب رحابة البحر، نسمة بحرية رقيقة تداعب وجهك، مساحات ضيقة خانقة تحكم قبضتها على أنفاسهم. الفرص الضائعة، مواهب استثنائية أصيلة، تعاند وتقاوم الكسل الذي يحجمها لكن يبقى لديها هذا البريق! بريق قد لا تتمتع به مثيلاتها في العاصمة مدينة الضوضاء.  مواهب تومض ومضات خاطفة تلفت لها الأنظار. قد يستمر الوميض ويشتد وقد يخبو للأبد. وأخيرا تلك الشوفينية التي تثير حنق أبناء المدن الأخرى، لظنهم الخاطئ أننا نعوض نقصا ما لدينا.... يا الهي! اغفر لهم فإنهم لا يعلمون #الاسكندرية


مشيرة صالح

في القاهرة مدينة الضوضاء


Friday, September 27, 2013

أحزان سبتمبرية

حالة تنتابني في مثل هذا الوقت، سبتمبر من كل عام: نهاية الصيف، "روايح" الخريف، الغيوم، النسمة البحرية التي بدأت تتخلص من ثقل الرطوبة لتستقبل برد الخريف المحبب الى النفس. مشاعر متضاربة متناقضة، يجمعها حزن ما، شجن ما، حنين لزمن مضى، لذكريات قد لا تعود، لأيام ارغب بشدة في استعادتها، في أن أعيشها مرة أخرى. حنين لمشيرة كانت، توق لبراءة تفتحت عيناها على حقائق الحياة بمرور الأيام والتجارب.

 

 بالنسبة لي يمثل سبتمبر شجنا عذبا احن اليه وافتقده، ولكنني اعلم يقينا انني سأقابله في نفس الوقت من كل عام! منذ طفولتي وانا اعشق المدرسة وما زلت، ربما لأنها المكان الذي كنت اشعر فيه بالتقدير وبتحقيق ذاتي منذ نعومة أظافري، ربما لأنني ادمن تلقي العلم لأسباب أجهلها تماما، ربما لأنني افضل دائما ان انتمي لمجموعة اكبر افخر بها واستمد ثقتي بنفسي منها! وسبتمبر يمثل نقطة الذروة، فهو في مصر شهر "دخول المدارس"، أما بالنسبة لي فهو كرنفال سنوي، امارس فيه طقوسا مقدسة يتصدر مشهدها الزي المدرسي والحذاء الجديد و الكتب المدرسية بكل عذريتها وجدتها

 

هل من المعقول ان اتمنى ان اعيش تلك الأيام التي كانت، أن اعيشها كمشيرة ابنة السبعة وثلاثين عاما؟ مستحيل! هل استطيع ان اعيش تلك الأيام التي كانت لكن بجنوني او بنضجي الحاليين؟ هل انا ما زلت انا ام أنني يتم استبدالي بمشيرة أخرى؟

 

اجد نفسي في بعض الأوقات احن للماضي، وفي اوقات اخرى اجد نفسي راضية تماما عما انا فيه. لكن قلبي مثقل... هو ليس مثقلا بالهموم ولكنه مثقل بعذوبة هذا الشجن. أتراني أستعذب العذاب؟ هل هي حالة من المازوكية؟ أم أننا في بعض الأحيان نحاول ان نتخلص من ذنوبنا فنمارس على أنفسنا بعض السادية لكي نتطهر؟

 

المدهش أن هذه الحالة لا تتغير بمرور السنين! ثابتة بثبات شهر سبتمبر واحتلاله للترتيب التاسع في نتيجة الحائط من كل عام! أعلم أنني سوف أشعر بكل هذا الشجن والحنين والعذوبة بعد عام من الآن.

 

يأيها الحنين ويأيها الشجن، برغم الألم، انتظركما بفارغ الصبر في سبتمبر من العام القادم

 

مشيرة صالح

الاسكندرية

في الواحد والعشرين من سبتمبر 2011

في تمام الساعة السادسة الا ربع مساءا



Sunday, September 22, 2013

الخاطرة الثالثة في أرض الحر وموطن الشجاع: الشعب فوق الجميع



"هي مدينة صغيرة عدد سكانها 600 الف نسمة، بها 13 جامعة! صممت خصيصا لتكون عاصمة لاتحاد الولايات الفيدرالي! كل مبنى في المدينة تم تصميمه وبناؤه بطريقة هندسية معينة لتؤكد على قيمة أراد الآباء المؤسسون أن تكون واضحة أمام أعين الأمريكيين!" كان هذا ما حدثنا به مرشدنا السياحي "إسكندر" أثناء جولتنا في واشنطن في مارس 2013 في إطار برنامج تبادل وتدريب مع وزارة الخارجية الأمريكية "المرأة كقيادة سياسية" في وفد مكون من 11 سيدة وفتاة من العراق والمغرب وتونس والأردن والسودان ومصر وقطر. مرشدنا كان يتحدث العربية الفصحى بطلاقة، حيث أنه مدرس لغة عربية في جامعة بواشنطن وأمريكي مسلم.

أخبرنا اسكندر أن مبنى الكونجرس هو أعلى مبنى في المدينة ارتفاعا لأنه يمثل الشعب، والشعب فوق الجميع! حتى البيت الأبيض أقل في الارتفاع من مبنى الكونجرس! هناك تمثال على أعلى نقطة على مبنى الكونجرس. هذا التمثال هو تمثال الحرية الذي يرحب بزائري نيويورك على الساحل الشرقي ! ويرمز التمثال إلى سيدة تحررت من قيود الاستبداد-التي ألقيت عند إحدي قدميها. تمسك هذه السيدة في يدها اليمني مشعلا يرمز إلي الحرية، بينما تحمل في يدها اليسري كتابا نقش عليه بأحرف رومانية جملة "4 يوليو 1776"، وهو تاريخ إعلان الاستقلال الأمريكي، أما علي رأسها فهي ترتدي تاجا مكونا من 7 أسنة تمثل أشعة ترمز إلى البحار السبع أو القارات السبع الموجودة في العالم. (المصدر ويكيبديا الموسوعة الحرة). لماذا امرأة؟ لأن الكونجرس وقتها كان أعضاؤه جميعهم من الرجال فقط، لذلك وجب وجود امرأة تخلق توازنا في هذا المبنى!

تمثال الحرية فوق الكونجرس ينظر للشرق دائما! لماذا الشرق؟ لأن الشمس تشرق من الشرق وهي مصدر الحقيقة! مبنى التحقيقات الفيدرالية يتواجد في نفس الشارع الذي تقع فيه وزارة العدل، لكن كل منهما يواجه الآخر، كأن الطرفان يراقبان أحدهما الآخر!

 ملاحظتي هنا: كيف يمكن لشعب ما، أن تأتي له فرصة عبقرية لكي يبدأ عالما جديدا بكل تفاصيله يحاول ان يتفادى فيه كل سلبيات العالم الذي عاش فيه مسبقا؟ هو يحاول ان يخلق صورة أجمل كان يحلم بها في مخيلته لهذا العالم الجديد، للدرجة التي يريد أن يتأكد فيها من أن الشمس تشرق لتمثال الحرية التي تقف فوق مبنى الكونجرس لكي تسبغ من اتزانها وعقلانيتها وعواطفها وحرصها على تحقيق العدالة على الرجال المجتمعين تحت قبة الكونجرس ويمثلون الشعب!

لا أعلم لماذا ذكرني هذا بأمرين: الأول الفرص التي يخلقها الشعب المصري لنفسه وبانجازه المرة تلو المرة، لكنه لا ينجح في تغيير الأمور جذريا كما قام الآباء المؤسسون في الولايات المتحدة الأمريكية! قمنا بثورة شعبيتين عظيمتين في غضون عامين، 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013، وفي كل مرة، للأسف، يكون التغيير الجذري معركة شرسة نخوضها، قد تكون أشرس من فعل الثورة ذاته! كأننا نريد تحقيق أهداف ثورتنا على استحياء، أو كأننا نقوم بفعل نخجل منه! كأننا لا نستحق الحرية والعدالة والمساواة ودولة القانون! كيف لنا أثناء سعينا لتحقيق أهدافنا، أن نخجل بالرغم من الثمن الباهظ الذي دفعناه مقدما للحصول على حريتنا!

الأمر الثاني الذي تذكرته أثناء شرح اسكندر لنا، عظمة المصري القديم والتي تجلت في بناء أهراماته ومعابده، وكيف كان يبني تلك المباني الخالدة وهو متأثر بعقيدته التي تؤمن بالبعث والخلود وتقدس إلها واحدا خالقا لهذا الكون! كأنه تأتي فترات في تاريخ الشعوب، يتجلى فيها ابتكار الإنسان ورغبته في إظهار أفضل ما عنده فيخلّد؟ ملوك الفراعنة كانوا مهووسين بفكرة الخلود واستخدموا لتحقيق ذلك عشرات الألوف من البشر لبناء مقابرهم التي أبهرت العالم لآلاف السنين، وتحقق لهم الخلود! تركوا لنا صروحا خالدة تشهد على عظمتهم، تركوها إرثا لنا، نحن المصريين، أبنائهم وأحفادهم، نتحدث عنها حتى الآن ونفاخر بها الأمم.

أما الآباء المؤسسون في أمريكا ومن جاء بعدهم، حرصوا على أن يتخلصوا، بل أن يتطهروا، من مساوئ العبودية، وحرصوا على أن يتخلصوا من كل ما واجهوه من سلبيات في بلادهم قبل أن يهاجروا منها إلى العالم الجديد! تركوا لأبنائهم وأحفادهم دستورا عظيما وديمقراطية حقيقية يمارسها الأبناء حتى الآن! لا أّدّعي هنا أن الأمريكان أفضل! لكن أليس هذا العالم يستحق منا دائما أن نظهر أفضل ما فينا، حتى إذا ما رحلنا عنه، بقى منا أثر ما يجعل الأجيال التي تأتي بعدنا تفخر بنا، بل وتشعر أننا كنا بحق، الآباء المؤسسون لوطنهم؟

مشيرة صالح 
كتبتها في 4 مارس 2013 ثم قمت بتحديثها في22 سبتمبر 2013


يوم مختلف

السبت 21 سبتمبر 2013 كان يوم مختلف! احتفالية سلمية بيوم السلام العالمي في محطة الرمل فاقت توقعاتي، تفاعل الناس معانا كان ممتاز، مجموعة يهمني الانسان شاركوا معانا وكانوا عارضين صور الشهداء من كل الأطياف منذ بداية الثورة وحتى رابعة أثر في الناس جدا ومش صحيح انهم نسوا الشهداء! كان في كورنر عشان الناس ترسم او تكتب فيه اي حاجة هما شايفينها تعبر عن السلمية، رجالة وستات وأطفال شاركوا معانا، اتكلمنا عن السلمية وعن اللي بيحصل في البلد. الفاشية الشعبية تجسدت أمامي في بعض المواطنين الشرفاء، سيدتان ورجل شافوا في ان صورة أسماء البلتاجي دي "قرف" ولازم تتشال، وبأننا اخوان عشان حاطين صورة من رابعة، واني انا شخصيا أكيد ماعنديش ضمير عشان انا اخوان وباخلق بلبلة واننا تعمدنا نعمل الفعالية يوم السبت قبل المدارس بيوم عشان نعمل مشاكل! الجميل ان الناس هي اللي دافعت عننا وقالولها ما هما حاطين صور ضباط وجنود سقطوا في رفح! المهم الموضوع عدى بسلام وفي ناس أبدت استعدادها انها تشتغل معانا وستات ورجالة شكرونا وأثنوا علينا عشان في نظرهم "كلنا مصريين".

بعدها كان في حلقة نقاش عن الدستور مع مجموعة من النشطاء حضرها الصديق العزيز عمرو صلاح عضو لجنة الخمسين. المناقشات كانت ثرية والحضور كان مستعد بمقترحات وصياغات محددة لمواد الدستور، بالبلدي الناس كانت جاية مذاكرة، مستوى ومحتوى الحوار كان استثنائي وايجابي جدا، ويمكن نقاش الأمس كان من المرات النادرة جدا اللي أحس فيها اني مش باحضر المكلمات والهري المعتادين. كل الحضور خاصة الأصدقاء الأعزاء Mohamad Fouad Rashad Abdelaal Faiza Sakr Karim Mahrous أثروا الحوار جدا، أما أستاذنا المحترم Mohib Aboud فصراحة أشعرني بمدى تقصيرعندما استمعت لدراسته وتحليله لكل مادة في الدستور وكان نفسي يمتد الوقت عشان نسمع منه أكتر! أما Amr Salah فكان كعادته عمرو صلاح! مجتهد، وواعي، مستمع ومحاور جيد، والأهم مخلص لقضيته جدا وبيؤكدلي انه بالفعل بيمثلني خير تمثيل داخل لجنة الدستور، بيبذل من جهده ووقته عشان يحقق هدف، كلنا بنسعى له من سنين. امبارح كان يوم من الأيام، اللي وقت الضلمة، بينور ويزقك لقدام ويحسسك ان اييه في أمل.... #آه_والله

مشيرة صالح

Tuesday, September 10, 2013

تقاسيم حزن

التقوقع والبعد عن البشر، خصوصا اللي بيحبوك هو الحل! لما بيعوروا بيعوروا جامد! أجمد من اللي بيكرهوك... حزن

ماهو أصل لما الناس اللي المفروض تحمي ضهرك،يبقوا هما أول ناس يحسسوك بعدم الأمان والخوف،يبقى ده اسمه إيه؟ومش أول مرة! يبقى الغلط مني...

أتعبني الفقد.... كل الفقد! فقد الأشياء، الأحبة، اللحظات الحلوة التي لا تتكرر!أصبح الفقد هو العادة وليس الاستثناء...

وكأن الفرح زائر خفيف،كأنه طيف،والحزن مع تقله بقى مننا،من أهل البيت،مونسنا،نقلق لو غاب وندور عليه،ولما ييجي نسلم عليه باشتياق ونقوله:وحشتنا

لازم قلم.ينزل قلم!يفوقك،يعدلك،وكأن لسان حاله بيقولك جرى إيه؟نسيت نفسك؟عايز تفرح؟طب ونواميس الكون اللي حاتختل لما سيادتك تفرح؟انسى... أحزن!

كتب عليكم الحزن كما كتب على الذين من قبلكم! قضي الأمر!