من مخيم كلّس بتركيا

الاثنين 12 نوفمبر 2012

من مخيم اللاجئين السوريين بمدينة كلس التركية: تعطش رهيب للفن والثقافة! الكل كان متعطش للحفلة التي كنا نعد لها اليوم بالمخيم! جاء المئات من الأطفال والأهالي ليشتركوا بالغناء والتمثيل! ادارة المخيم سمحت لنا بإقامة الحفل بالمستودع (المخزن) او كما يطلقون عليه بالتركية (لوجستيك ميركيزي).  حاولنا ان يخرج البرنامج كما كان مخطط له لكن اضطررنا لانهائه مبكرا بسبب ضيق المكان والزحام الشديد، وبالرغم من هذا لمسنا مدى سعادة الجميع صغار وكبار بالحفل! ود حقيقي بيننا وبين السوريين! انهت الحفل والدة مدير المدرسة والتي تشسكن بالمخيم، سيدة رائعة تبلغ من العمر 66 عام، قالت لنا لو منكم مصريون يعملون في الصحافة ارجو منكم ان تكتبوا في جريدتكم بالحرف: إخص عليك يا مرسي! تعانق أحمدي نجاد رئيس ايران؟ نجاد الذي تسبح يداه وأيادي جنوده في دماء السوريين كل يوم؟ جول جمال استشهد عشان كان بده يساعدكم في حربكم! والشعوب لازم تضغط عالحكام! الشعوب هي التي تفرض قرارها والكرسي زائل والشعب هو اللي دايم! عايزاكم تتذكروا اننا مو ارقام! نحنا بشر! لما تقروا في التليفزيون ان في 100 شهيد مات دول مش 100 شهيد! دول 100 بيت انقهر، 100 أم ثكلى، 100 زوجة اترملت، 400 طفل اتيتموا! نحنا مو ارقام! نحنا بشر

الأحد 11 نوفمبر 2012

الأحداث داخل المخيم متلاحقة، بالنسبة لي، اريد ان اكتب الكثير عما حدث منذ وصولنا هنا، لكن بالنسبة للسوريين، الأيام تمر رتيبة وبطيئة لأنهم يودون الرجوع لوطنهم! يجب ان اعترف ان الحكومة التركية تفعل الكثير، رصدت اكثر من 400 مليون دولار لصالح اللاجئين ببلادها، مخيم كلس وحده تكلف 4 مليون دولار، هذا الأرقام اخبرنا اياها رئيس المخيم، وينادونه بالوالي، ويجب ان اعترف ان مستوى المنازل ومعمار المدارس مميز جدا بالنسبة لمخيمات اللاجئين المتعارف عليها! لكن لا شئ يوازي الوطن. الأطفال نظرا لاحساسهم بعدم الأمان لديهم نزعة للعنف، لعنت بشار الأسد الف مرة في سري اليوم وانا ارى بعض الصبية يتعاملون بعنف ويستخدمون الضرب كأداة للتعبير والتنفيس عن غضبهم! كنا في ورشة رسم اليوم وطفل انهى لوحته واعطاني اياها فطلبت منه ان يوضح لي اسمه لأنني لم استطع قراءته، فخجل من أن ينطقه! كان اسمه بشار!

مشيرة صالح 

ناشطة سكندرية وعضوة في وفد فنانين ومثقفين مستقلين مصريين وعرب في زيارة لمخيم اللاجئين السوريين بتركيا