Sunday, June 23, 2013

مصرتوبيا

لسه راجعة من معسكر مصرتوبيا! مصرتوبيا دي جزيرة عمر ما تم فيها انتخابات ديمقراطية ومافيهاش اي قوانين تحكمها! مجموعة من الأطفال من المنيا واسكندرية من مدارس أحد وجمعيات اسلامية لتحفيظ القرآن راحوا زاروها وصاغوا دستورها وناقشوه وتوافقوا عليه في سابقة لم تحدث في التاريخ في اي دولة! بعد كده رشحوا نفسهم في الانتخابات واتقسموا مجموعات: مرشحين، فرق ادارة الحملات الانتخابات، لجنة عليا للانتخابات، صحافة مرئية ومقروءة ومراقبين! وجربوا كل حاجة بتتم في االانتخابات بحلوها ومرها! حاولنا ننقلّهم الواقع بقدر الامكان مع حرصنا على انهم هما يحطوا تجربتهم الخاصة ويحددوا ملامحها وشكلها بدون ما نفرض عليهم اي حاجة.

عايزين المهم؟ ما تصدقوش أي حد يقولكم ان البلد دي (مصر مش مصرتوبيا) مافيش امل فيها وفي ولادها! ما تصدقوش أي حد يقولكم اصل ده شعب جاهل وهمجي وخسارة فيه الديمقراطية! ما تصدقوش اي حد يقولكم اصل مصر خلاص راحت في داهية ورايحة فين يا بلدي وحزين عليكي يا مصر والجو ده! اول ما تسمعوا حد بيقول كده، تعرفوا على طول انه ما بيخرجش من أوضته مش من بيته! شباب وقيادات المنيا المصريين الصبوات والجدعان اللي قابلتهم بلهجتهم المحببة المصرية الخالصة، وشباب اسكندرية وقياداتهم، كل الأطفال اللي شاركوا مبدعون وأذكياء، مصريون حتى النخاع. ابتكارهم وهما كلهم بيصيغوا الدستور وبيصيغوا قوانين اللجنة العليا للانتخابات وبيجرموا بشدة الرشاوي الانتخابية والخروج عن الآداب العامة والأعراف وكمان وهما بيغطوا الانتخابات وبيكشفوا اي انحرافات في الحملات وبيرصدوا اجراءات العملية الانتخابية أبهرني! حرصهم على ان يتم تجريم استخدام الشعارات الدينية وتوزيع الزيت والسكر على الناخبين (ده ولد من المنيا ومسلم اللي اقترح الكلام ده على فكرة). معيلتنا احنا وهما وقت السمر والترفيه ووقت لما رحنا البيسين وبلبطنا وفرحة ولاد المنيا بيه، واعتقادهم الخاطئ ان الاسكندرانية كل يوم بيعوموا في البحر زي السمك (مش عارفين الحقيقة المرة :) ) ولما قدموا مهرجان المواهب ولما رقصنا في الآخر على أنغام أغنية علشان لازم نكون مع بعض كانت حاجة توجع في القلب من كتر جمالها.  مش عايزة اكون باقول كليشيه، بس لو كل مصر تبقى زي مصر توبيا يبقى يا سلااااام... ممكن اموت وانا مستريحة!

نفسي اتكلم عن التجربة بتفاصيلها وعن كل واحد شارك فيها بس لسه واصلة وميتة من التعب بس حسيت ان الكلام متحوش جوايا ولازم اطلعه! ولاد الذينا فتحوا نفسي مش بس على اننا نكمل الثورة بس فتحوا نفسي على الحياة كلها! آخر مشهد مش حايفارق ذاكرتي واحنا الاسكندرانية بنودع المنياوية وهما خلاص راكبين الأوتوبيس وولاد المنيا طالعين من الشبابيك بيعيطوا ودموعهم نازلة مش عايزين يمشوا وولد اسمه امجد سنه حوالي عشر سنين، كان معايا في اللجنة العليا للانتخابات، وكنت بانطق اسمه زي ما هو بينطقه بتعطيش الجيم، مد ايده من شباك الأوتوبيس وانا شبّيت ورفعت ايدي عشان اعرف اسلم عليه وقالي بصوت عالي وبلهجته الصيعيدية الجميلة: يا كااابتن مشيييرة، انت ليكي فضل كبير جوي جوي عليا... انت غيرتيلي حيااااتي يا كابتن......مشهد حايفضل هو مشهد الخلفية لذاكرتي لفترة طويلة وحاتفضل عيني تدمع كل ما افتكره.... على فكرة: الأطفال المصريون عظماء.....
اشوفكم 30 يونيو

مشيرة صالح
الاسكندرية

No comments:

Post a Comment