Sunday, May 4, 2014

عنوان مؤقت

أملأ استمارة على موقع الجامعة الالكتروني لكي يرسلوا لي بعض الأوراق الرسمية على عنوان منزلي. كنت وبمنتهى التلقائية سأكتب عنواني في سيدي جابر الشيخ بالاسكندرية.، عنواني الذي أكتبه منذ 39 عاما. لكني تذكرت انني لم أعد من سكان هذا البيت الذي خلا على عروشه حرفيا. انتهت علاقتي به على الأقل حاليا حتى يحين موعد الرجوع اليه في غضون عام او اكثر عندما يتحول لعمارة فخمة ضخمة تحمل من الزخارف ما لا تطيقه أعيننا او نفوسنا. تبين لي اليوم ان لي عنوانان مؤقتان، أحدهما في القاهرة والآخر في الاسكندرية. ولكنني لا امتلك عنوانا دائما. وعلى الأرجح لن يكون لي عنوان دائم لمدة عام ونصف. هاتفت أبي لكي يملي علي عنوان المنزل الذي نقطنه بصفة مؤقتة حاليا، فهاتف أبي، بدوره، حارس العقار، لأنه لم يكن يحفظ العنوان بدقة. لمدة نصف ساعة افكر اي عنوان اكتبه لكي استقبل عليه تلك الأوراق. القاهرة؟ ام الاسكندرية؟ أيهما الأفضل؟ خطوة لم تكن لتأخذ مني ثلاثين ثانية منذ شهر، لكنها الآن تأخذ نصف ساعة.

اللعنة على الحل والترحال وعلى رغبة البعض في الثراء السريع، والذين في سبيلهم لتحقيق ذلك، لا ينتبهون انهم يؤلموننا ويغيرون ثوابت كانت بالنسبة لنا من المستحيل تغييرها. فلنذهب نحن للجحيم اذن لكي تتسع بطونهم للمزيد من الأموال والمزيد من المباني القبيحة التي تناطح السحاب والتي كلما زادت أدوارها زادت أرصدتهم البنكية. أما نحن فلهنأ بذكرياتنا الساذجة وبالصور التي التقطناها، عن دون قصد، لتخلد ذكرى هذا المنزل وتفاصيله ولنرقد في سلام.

المعادي الواحدة و49 دقيقة بعد الظهر 

No comments:

Post a Comment