Sunday, June 22, 2014

أعيتني الحيل

اول مرة في حياتي، باقولها وانا في منتهى الأسى والألم، ابقى راجعة مصر من بلد ما، ويبقى قلبي مقبوض اني راجعة. اول مرة ما ابقاش فرحانة اني راجعة مصر. من سنين ومهما كانت المدة اللي قضيتها بره مصر، اسبوع او اتنين او اكتر، شهر او تلاتة او اكتر، بيبقى جوايا حنين رهيب واحساس بالغربة أشد، وبيبقى نفسي ارجع بسرعة، ولما الطيارة بتعمل لاندينج في مطار القاهرة او الاسكندرية، بيبقى قلبي مزقطط وبيرقص من الفرحة. وباعذّ الدقايق عشان اوصل اسكندرية.  النهارده ده ما حصلش. اول مرة ما يحصلش ده، 


كنت في امريكا لمدة اسبوعين. في اطار برنامج دعتني اليه منظمة امريكية غير حكومية وغير حزبية مستقلة للتعرف على النظام الانتخابي الأمريكي استعدادا لمراقبة انتخابات الكونجرس في نوفمبر القادم ان شاء الله. حابقى اكتب عن تفاصيل الرحلة بعدين نظرا لأهميتها ونظرا لكم التشابهات والتناقضات التي وجدتها بيننا وبينهم واللي فاجئتني فعلا! بدأت رحلة رجوعي من أمريكا من تلات ايام، عبر لندن، مسار الرحلة كان طويل حبتين، قبل يوم الرجوع كان متملكني شعور غريب جدا. قلبي مقبوض وحزينة. طول رحلة الرجوع وانا باحاول اعرف ايه سبب القبضة اللي جوه قلبي دي! ايه السبب أوالدافع اللي خلاني اشعر بده لأول مرة من يوم ما بدأت اسافر من سنة 1998!

اللي فهمته من حوار طويل مع نفسي، اني خلاص، ما بقتش قادرة اجمّل الأشياء اكتر من كده. ما بقتش قادرة ألون المشهد بألوان تضفي عليه بعض البهجة! اي بهجة في وسط العبث اللي احنا شايفينه وعايشينه ده؟ الانحدار وصل مداه، او يمكن الأمل اللي اعتدت على استدعائه، اصبح فجأة عصيّا على الاستدعاء. هو الحقيقة ما بقاش موجود. اشعر بالحرج لكتابتي هذه الكلمات. باتمنى ان الحالة دي تكون يومين كده ويروحوا لحالهم، لحد ما الاقي حاجة تديني امل تاني وتخليني اخد نفس اكمل اي حاجة، بس انا حزينة من نفسي. أما لأكثر ايلاما اني واخدة على خاطري منها جدا. هي كل شوية بتخيب املي فيها. زي ما كتبت قبل كده هنا، انا بالفعل مصرّة ان انا وهي نوصل لصيغة توافقية نقدر بيها نتعامل بشكل آدمي، لا ينتقص من كرامتي وآدميتي ولا ينتقص من مشاعري ناحيتها وتقديري بل وتقديسي لها.  لقد أعيتني الحيل معكي يا مصر، بل حقيقة أستطيع أن أجزم لكي أنني لا أملك منها المزيد...

No comments:

Post a Comment