Thursday, April 18, 2013

سمرا بس ... دمها خفيف



هذه التدوينة كتبتها تعليقا على حادثة ندى زيتونة الفتاة النوبية اللي واحد حيوان في صيدلية سيف رفض يتعامل معاها عشان هي سمرا وقالها انا باتعامل مع ناس بيضاء اللون فقط



الناس اللي بتقول ان عمر ما ده حصل في مصر وعمر ما المصريين قالوا في حياتهم ابيض ولا اسود! بيفكروني بالظبط بموضوع: عمرنا ما كان في بينا مسلم ومسيحي وكلنا عايشين مع بعض من سنيييين!!! إحياة ابوكم؟ وللناس الجميلة دي احب افتح عينيهم على الحقيقة المرة! تعالوا احكيلكم كام حاجة رفيعة كده عن تجربة شخصية: 

اولا من وانا صغيرة في الحضانة يعني من سنة 1978 كده وبعض زمايلي كانوا بيقولولي يا سودة! وكان في منهم مش بيحبوا يلعبا معايا وبيفضلوا يلعبوا مع زميلاتي بيض البشرة وكانت مامتي بتقصلي شعري ألاجارسون فكانوا بيقولولي كمان اني ولد واسود! بس انا كنت دايما باسكتهم واقولهم اني لابسة حلق وان شعري قصير عشان انا عايزة اقصه كده ده غير اني سمراء مش سودة!!! طبعا لما كبرت شوية كان دايما يتقالي انت سمرة بس دمك خفيف! ولو المتحدث كريم معايا ورايق يبقى سمرة بس دمك خفيف وأمورة كأن التلات صفات دول ما بيتقابلوش سوا الا نادرا، في حالتي، اللي لازم يتعمل فيها دراسات عشا نعرف المعجزة دي حصلت ازاي؟؟!!! طبعا ده غير الأسئلة السخيفة من البعض لما بيشوفوا اخويا اللي مش شبهي اوي وهو عينيه خضرا وابيضاني حبتين: انت متأكدة انه اخوكي؟ ردي بيكون: "لأ طبعا (بروح أمكم في سري) مش اخويا! هما لقوني ملفوفة في شال حرير احمر على باب جامع سيدي جابر فعطفوا عليا وخدوني ربوني!" ما انا سودة بقى عشان تكمل الدراما! ولو عايزيني اتكلم عن السخافات اللي في الشارع فخد عندك بقى من عينة: آكوارشي (عبد الرازق كوارشي لعيب كرة قدم من غانا محترف في الزمالك في التمانينات) وده لما بيكون اللي بيعاكس عايز يغلس ويضحك عليا الناس اللي معاه! أما لو كان شكلي لطيف وما ينفعش يتريق عليا والأخ المتحرش شايفني امورة فبابقى بالنسبة له: آسمارة ويقولها في ودني بشبق مقزز!!! مرة بقى ودي كانت كارثة صراحة، وانا عند سور نادي الاتحاد وكنت مروحة من الكلية في التسعينات، لقيت زبال (مش شتيمة لأ هو زبال فعلا) وكان قاعد على تلات القمامة في عربيته الكارو وراح بعلو صوته يشتم فيا:"يا سووودة يا معفنة روووحي استحمي"!!! طبعا انا اندهشت ونزل عليا سهم الله! انا؟ انا اللي اروح استحمى؟ ما زعلتش خالص على فكرة! بالعكس انا بس ما صدقتش عقله المريض ازاي وهو قاعد على تلات الزبالة دي مصر اني انا اللي مفعنة ولازم استحمى!!! امال لو كان راكب مرسيدس كان عمل ايه؟ طبعا اقنعت نفسي ساعتها ان ده اكيد اسقاط! ده طبعا غير زلات لسان الأقارب والأصدقاء اللي بتبقى من عينة: فلانة دي بيضا وزي القمر! ياااه بيضة وجميلة! او مثلا دي مراته سمرة خالص (كناية عن القبح) او ان مثلا فلانة الفلانية عندها بنتين بس واحدة منهم سمرااااا والتانية بيضا وزي القمر!!!!! او مثلا هو انت يا مشيرة لابسة اسود ليه؟ اصله مغمقك! او مثلا انت ليه مش بتحطي ماكياج يفتحك يا مشيرة؟ او مثلا انت مش بتستعملي فير اند لفلي؟ وانا اساسا باكرهه وباكره الثقافة المقيتة اللي كان بينشرها عبر اعلاناته الغبية في فترة مع اني اشتغلت في يونيليفر (الشركة المنتجة لفير اندلفلي) عشر سنين بس كان اكتر منتج عنصري شفته في حياتي لحد ما ظبطوا الاستراتيجية التسويقية بتاعتهم وما بقتش بتكرس لفكرة ان السمار حاجة قبيحة وكده! بالاضافة الى ان ماما كانت دايما تقولي انها وهي صغيرة كانت سمرا بس كل ما بتكبر كان لون بشرتها بيفتح، وده حقيقي على فكرة وفقا للصور، بس يا حرام هي بتقولهولي على أساس ان ده بارقة امل لازم اعيش عليها عشان اقدر استحمل غدر الزمان! 

بعد كل ده تقولولي عمر ما كان في عندنا في مصر ابيض ولا اسود؟ ده احنا صحيح شعبنا عبارة عن قطيع لا نهائي من النعام ... بلا قرف!

مشيرة صالح
سودانية نوبية الأصل اسكندرانية المنشأ وانسانية الهوى




دي صورة ندى زيتونة في التصميم اللي عملوه صحابها عشان ينشروا اللي حصلها

ده لينك الموقف الذي حدث مع ندى زيتونة

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10151405584933907&set=a.137939888906.114649.504023906&type=1&theater 

ده لينك صفحة صديقتي فاتيما علي سمراء جميلة نوبية سودانية تكتب يوميات بنت سمرا ودي كانت اول تديونات انا قريتها عن معاناة البنات السمر في مصر

https://www.facebook.com/pages/Fatima-Ali/120050234727884

6 comments:

  1. الحقيقة كلامك فيه شئ من الصح لكن كل ما تحكينه لا يصل لمرحلة التمييز العنصرى صحيح هو عندنا موروث ان الجمال مرتبط باللون الابيض لكن دا لا يرقى للتمييز العنصرى يعنى مفيش فى مصر واحد بيتمنع من وظيفة علشان اسمر او يتمنع من دخول مطعم مثلا او كدة وحكاية السمار بتنطبق كمان على الناس المليانين او حتى اللى اسمائهم تصلح للنوعين ودى انا نفسى عانيت منها الامرين والموضوع كله محتاج فعلا بذل مجهود اكبرللقضاء على المواضيع دى لكن متهيالى انها موضوع لا ترقى للتمييز العنصرى المتعارف عليه مثلا فى بلاد اخرى

    ReplyDelete
  2. I agree with you Moushira, even though I am fair-skinned, by genes not by choice, but I get utterly disgusted by racial remarks I hear almost everyday. Don't be disheartened, people are just ignorant, and we need to rebuild our culture from scratch it seems. You go girl, stay strong and ignore haters!

    ReplyDelete
  3. اسمحيلي أقولّك إننا للأسف هنفضل طول عمرنا كدا، وجايز نتحول في يوم من الأيام لأكثر البلاد عنصرية في العالم، لأننا مش عايشين مع بعض، مش عارفين بعض أصلًا، تصوراتنا كلها مبنية على خيالات وحكايات وقصص وأفلام، زي أفكارنا عن العالم الخارجي، المشكلة الحقيقية إن مشاكلنا مابتكونش مفاجأة مثلًا أو بتكون حاجات ماحصلتش في أي حتة .. بالعكس، بتكون في أغلبها مشاكل واجهت بلاد كتير واتهرست هنا وهناك من زمن الزمن، لوقت طويل جدًا أمريكا كانت بتحارب الأقليات وتضطهدهم بشكل بشع والتمييز كان بيوصل لدرجة تعليق لافتات بمنعهم من دخول مطعم أو بار أو حي بالكامل، النهاردا أمريكا بتتفاخر إنها بلد المهاجرين وعندهم تعبير شهير "ذوبان في وعاء" ومبسوطين جدًا إن مجتمعهم عبارة عن أصول مختلفة وأنماط وأشكال كثيرة ومتنوعة ذابت في مجتمع واحد. أظن مش هنوصل لأي تحسن إلا لما كل الحدود الداخلية اللي بتفصل محافظات وقرى مصر فصل كامل مش مجرد حدود جغرافية تتلغي وتتفتح مصر على بعضها. تحياتي

    ReplyDelete
  4. الغالب دايما يتبع المغلوب ويحتذي به.. والغالبون في هذا العصر هم البيض من اوروبا والغرب عموما.. لطالما كانت السمرة ميزة حين كان السمر من العرب يحكمون العالم.. ولطالما كان العبيد والجواري بيضا وزرق العيون خلال قرون وما ارتبط السواد بالعبودية والدونية الا بعد الغزوات الغربية على افريقيا واعتدائهم على سكان القارة واتخاذهم ارقاء. وعموما فان من يشتغل بالمظهر دون المخبر لا يستحق ان يؤبه لكلامه ذاما كان او مادحا.

    ReplyDelete
  5. انتى زى العسل
    بس انا اللى كان بيغيظنى دايما
    سمرة ودمها خفيف دى كنوع من الاعجاز .... لان اصلاااااا السمر هما اللى دمهم خفيف اغلبهم يعنى واغلب البيض كمان دمهم يلطش اصلاااااااا
    بلا غم

    ReplyDelete
  6. كلامك صحيح جوانا بقايا عنصرية رغم ان سيدنا محمد قال دعوها فانها منتنة. و قال لأبو ذر لما وصف بلال بابن السوداء ( طف الصاع يا أبا ذرا انك امرؤ فيك جاهلية). ووضع أبو ذر خده علي الأرض لبلال و قال له (طأ بقدمك علي وجه ابن البيضاء). ربنا يعافينا و يذهب عننا سواد قلوبنا . أنا بنتى فاطمة سمراء و باحس بوقع كل كلمة قلتيها علي مشاعرها. حقك علينا كلنا يا جميلة يا ست البنات

    ReplyDelete