Saturday, April 18, 2015

النجمات

أعتقد أن بعض الرجال ما هم الا لعنات على نسائهم! نعم. كأنهم يجلبون لهن الحظ السيء حتى بعد الفراق. أما اثناء ارتباطهم بهن، يتغذى هذا النوع من الرجال على طاقة المرأة. يستنزف كل ذرة طاقة ايجابية لديها، ويستنزف أيضا حبها للحياة. ثم يتركها جثة هامدة.

عادة يقع هذا النوع من الرجال في غرام نساء مميزات بشكل أو بآخر. يكنّ نجمات.نعم، نجمات تلمع وبريقها يزيغ اﻷعين. ثم يأتي هذا الرجل لكي يرتبط بتلك النجمة. ومن هنا تبدأ القصة أو المأساة.  أليس كذلك تبدأ كل القصص السمجة المكررة؟ للأسف في كثير من اﻷحيان لا يكون هذا الرجل مميزا في اي شيء. هو لا يقارن بتلك الجميلة، التي تفقد لمعانها وبريقها شيئا فشيئا.   يشرع ضياء النجمة في الخفوت، وفي المقابل يبدأ نجم هذا الرجل في السطوع. وكلما يخفت ضوء النجمة، يتألق هذا الرجل، يلمع، يصل للذروة، لتلك النقطة التي لا تتحمل فيها الأبصار بريقه، وحينها، حينها فقط، يخمد ضو تلك النجمة تماما. يختفي الألق ومعه الطاقة. تلك الطاقة الايجابية التي كانت تميزها. ألم أقل لكم انه استنزف طاقتها كلها ولم يترك لها  شيئا؟ لقد تغذى ذلك الطفيلي على روحها. تحاول المسكينة جاهدة -بعد تلك العلاقة الفاشلة- أن تعود لسابق عهدها. أن تسترجع طاقتها وألقها.  ولكن هيهات. لقد أضاعتهما! فقدتهما الى اﻷبد. عقلها الذي ما زال يعمل بكفاءة لم ولن يتوقف عن التفكير. يقوم باعادة احياء لتلك اللحظة التي كان من الممكن أن تتفادى فيها كل ما سبق. هي تتذكر تلك اللحظة تماما. وكيف تنساها وهي تلك اللحظة الفارقة التي تؤرخ بها لهذا الشرخ؟ أهي لحظة الميلاد ام الموت؟ ليس بوسعها ان تجزم. لكنها تعلم وعن يقين انه ومنذ تلك اللحظة لم تعد تلك الفتاة ذات اﻷلق والبريق. انطفأت.

تلك اللحظة عندما أقنعها والداها بقبول هذا الرجل الذي لم تجد به أي ميزة استئنائية، ولا تعلم كيف استسلمت تماما! حتى الآن لا تعلم! لكنهم نجحوا بطريقة او بأخرى في تغيير رأيها بحجج واهية منها انها لن تجد رجلا آخر مثله – من الجدير بالذكر انه وبعد ان انهت ارتباطها به في لحظة كشف وصراحة مع النفس، اتهمها أبواها بأنها هي التي أساءت الاختيار وانهم لا يعلمون لماذا اختارت هذا الشخص بالتحديد! او يتلون على مسامعها حجة عبقرية أخرى والتي مفادها انه: "لا تعتقدي انك ستقابلين هذا الرجل التي تتمنيه في مخيلتك،  ﻷنه ببساطة غير موجود!" او كما اخبرتها صديقة لها: "أتعتقدين ان من يشبهننا من الفتيات ومن هن في مثل عمرنا سيأتي لهن رجل وسيم وناجح ومناسب؟ انسي!" او المبرر الآخر الذي ينجح دائما مع بعض الفتيات -تبين لها لاحقا انها مثلهن بالرغم من انها دائما ما كانت تعتقد ان تلك الحيلة لا ولن تنطلي عليها- وهي: "من هن في مثل سنك يجب عليهن قبول الحلول الوسط." وكان هو حل وسط مناسب جدا!

اتوسل اليكي يا من تقرأين تلك الكلمات، لا تصدقيهم. اياكي. انت اكثر شخص يعرفك. هم، مهما كانوا قريبين منك لن يعرفوكي حق المعرفة ولن يفهموكي. استمعي لنفسك. لصوتك. صوتك وحده هو الصادق. أتعرفين هذا الصوت؟ الذي يتردد داخل رأسك حينما تفكرين؟ هو هذا الصوت. ثقي قيه ولا تستمعي ﻷحد غيره. الآخرون كاذبون. صدقيني. اول حدس هو اﻷصدق. اذا سمعت هذا الصوت يقوم بتحذيرك، فمن الضروري أن تأخذي حذرك. أما اذا طمأنك فلا تخافي! لأنه ولسبب بسيط جدا، اذا فشلتي ستشعرين بالمسئولية عن أفعالك ولن تشعري بهذا الندم الذي سيؤلمك، صدقيني. سيؤلمك. افعلي ما يمليه عليك الصوت. لأنه هو الذي سيسمعك ما لا تطيقين من لوم وتقريع اثناء لحظات ندمك على تجاهلك له.

نعم, يشبعها الصوت لوما وتقريعا. وحفاظا لماء الوجه، تحاول ان تبرر وان تذكر حججا تعلم تماما انها واهية، لكنها تجيب الصوت ردا على اتهاماته المتتالية: "ماذا لو كنت؟ او لو كنت! او ماذل لو لم أكن.... ؟"  تبريرات واسباب عدة تداري بها خجلها وفشلها. لكن في النهاية يبقى الصوت، صوتها. رفيقها الوحيد، الوفي دائما وأبدا. صديقها اﻷوحد الذي لا تريد ان تخذله مرة اخرى. بل لن تخذله مطلقا

مشيرة صالح
17 أبريل 2015

1 comment: