Monday, June 11, 2012

انطباعاتي الأولية عن مبادرة انشاء حزب الثورة بزعامة البرادعي


اعلم اننا جميعا فرحنا وتحمسنا جدا لخبر تأسيس حزب جديد يضم كل من شارك في الثورة بزعامة الدكتور محمد البرادعي.  وبالرغم من ان البعض يسيطر على تفكيره خاطر وحيد ألا وهو تأخر تلك الخطوة لمدة عام كامل، الا أنني اشفق دائما على من يحمل على عاتقه تنفيذ تلك الفكرة، نظرا لما يتطلبه تأسيس حزب ناشئ في مصر من مطالب غير واقعية ولا تتناسب على الاطلاق مع المرحلة الجديدة التي كنا نمر بها بعد لحظة التنحي يوم 11 فبراير 2011. لكن بما اننا لسنا صناع قرار في وطننا (حتى الآن) لذلك فنحن مجبرون على اتباع تلك القوانين الهزلية والقيام بتلك الخطوات السخيفة من جمع توكيلات والحصول على موافقة لجنة شئون الأحزاب و الاعلان في الجريدة الرسمية وجرائد أخرى (مع وضع ما تتكلفه تلك الاعلانات من مبالغ طائلة في الاعتبار) 

لكن ما يقلقني صراحة - وأستطيع أن أدعي أنني لدي فكرة عن تأسيس الأحزاب حيث أنني عاصرت تأسيس حزبين، حزب الجبهة عام 2007 وحزب المصريين الأحرار عام  2011 - ما يقلقني هو ان هذا الحزب الجديد كعادة كل حزب ناشئ سيضم كما من المنتفعين والانتهازيين ومثيري المشاكل من أحزاب أخرى بالاضافة "للعبدوهات مشتاق" الذي تفوق طموحاتهم قدراتهم ومقوماتهم المتواضعة.  هذا بالاضافة الى ان هذا الحزب مما قرأت سيحتوي على شخصيات تنتمي لاتجاهات سياسية مختلفة مما سيجعله يظهر بمظهر السمك لبن تمر هندي. كنت افضل وكان هذا رأيي الذي ناقشته مع صديقي عمرو صلاح (عمرو من ائتلاف شباب الثورة و أحد أعضاء حزب الجبهة السابقين ومن الشباب المخلص بحق) بعد 11 فبراير بوقت قصير جدا، كنت في وقتها من أشد المؤيدين لفكرة تجميع القوى المدنية تحت لواء واحد سواء كان حزبا ننضم اليه جميعا، واقترحت وقتها ان يكون هذا الحزب هو حزب الجبهة الديمقراطية نظرا لأنه كان من الأحزاب المحترمة لكن من الواضح ان هذا الاقتراح لم يكن عمليا خاصة في خضم "هوجة" تأسيس الأحزاب الجديدة التي كلها تتشارك بل تكاد تتطابق في مبادئها واهدافها وبرامجها باستثناء بعض التفصيلات الطفيفة. او يكون تجمع القوى المدنية هذه في شكل مجلس أمناء للثورة او مجلس قيادة الثورة أيا كان المسمى ويضم فيه كل الأسماء التي نحترمها ونعتبرها آباء روحيين لثورتنا حيث أن كلماتهم ومواقفهم على مدار السنين الأخيرة الماضية كانت بمثابة شرارة البدء لثورة 25 يناير العظيمة

من الواضح بالطبع اننا لم نستطع تحقيق أيا من السيناريوهين المقترحين وبالتالي امتلأت الساحة بأحزاب كثيرة لا تشكل أي قوة امام المحلس العسكري ولا تمثل منافسا شرسا امام تيار الاسلام السياسي كما أنها لا تعبر عن المواطن المصري بشكل حقيقي وواقعي. لكن لو تم تأسيس هذا الحزب الجديد الذي تنعقد عليه آمال الكثيرين فيجب ان يكون هناك آليات واضحة للتنظيم وأهداف محددة لهذا الحزب لكيلا يقع مؤسسوه في نفس الأخطاء التي وقع فيها الآخرون (ونحن منهم) ولكي يبدأوا من حيث انتهينا نحن

لذلك لا اعلم حقيقة هل تأسيس حزب في هذه اللحظة الفارقة وبزعامة البرادعي هي خطوة جيدة وصحيحة أم لا في هذا التوقيت تحديدا أترك لكم يا أصدقائي الاجابة على هذا السؤال ولنتناقش بصورة موضوعية أكثر. مع العلم أنني أرى أننا تأخرنا كثيرا في  تشكيل جبهة تتحدث باسم الثورة 

مشيرة صالح
السبت 21 ابريل 2012

 

No comments:

Post a Comment