Monday, June 11, 2012

حكاية ثورة-1

  مش مصدقة ان سنة عدت! انا فاكرة اليوم ده كويس. كنت في الهند باشتغل هناك في مركز كشفي دولي وكنت مترقبة، مش حاكدب واقول اني كنت متأكدة انها حاتبقى ثورة! لأ حاكون صريحة كنت حاسة انها حاتكون زي كل المظاهرات اللي كنت باشترك فيها من 2007، مجرد وقفة احتجاجية تطلع الغضب اللي جوانا واحنا وحظنا! لكن المصريين كدبوا ظني الحمد لله. كنت ساعتها بافتكر 18 و19  يناير  77 وبادعي ربنا انه يبقى على الأقل يكون في عشره! وفاكرة اني كتبت نوت باقول فيها ليه المصريين ما يعيدوش اليومين اللي كانوا في نظري من اعظم الأيام التي شهدها تاريخ مصر الحديث، وكان نفسي نبقى زي تونس بس هرونا بقى مصر مش تونس مصر مش تونس! لن استطيع ان اصف ما شعرت به وانا ارى اعداد المصريين الغفيرة في المظاهرات، مع اصدقائي من كندا وامريكا على شاشة التليفزيون على السي ان ان، شعرت بفخر لم اشعر به من قبل، شعرت اني لأول مرة اريد ان اخبر الجميع انني مصرية، نعم انا مصرية!

لم ازح عيني من امام شاشة التليفزيون وتحديدا شاشة السي ان ان والبي بي سي نظرا لأن القمر الصناعي لا يستقبل القنوات العربية، لدرجة اني تركت سريري ونمت على الكنبة امام التليفزيون في غرفة الجلوس من 25 وحتى 30 يناير. وفي نفس الوقت كنت اتابع على اللاب توب الخاص بي قنوات الجزيرة والعربية للبث المباشر! بكاء لم ابكه من قبل! شعور بالغربة وبالوحشة وبالخجل انني لست مع شركائي في هذا الوطن مع المصريين الرائعين! شعور بالندم انني سافرت في الوقت الخطأ! اتذكر كلمة قلتها وانا اشاهد جموع المصريين في المظاهرات قلت بالانجليزية لجوان زميلتي المتطوعة من كندا: دول مصريين عاديين!!!

these are normal egyptians!!!!

سألتني باستغراب: يعني ايه عاديين؟ رددت عليها: دول مش النشطاء اللي بيتجمعوا كل مظاهرة على سلم النقابة وبيضربوا ويتكردنوا ويمشوا! وفاكرة ان على الشاشة ظهر مشهد راجل كبير في ستينياته وامرأة محجبة عادية جدا ويهتفون الشعب يريد اسقاط النظام ويسقط يسقط حسني مبارك!! اتذكر انني جلست مكاني على الأرض ابكي بصوت عالي بدموع غزيرة واقول عايزة اكون هناك! عايزة اكون في مصر! كرهت السفر والمسافات واكتشاف الذات واثباتها والاعتماد على النفس والاستقلالية وكل هذا الكلام الذي يتلاشى امام الحقيقة الوحيدة الرائعة! حقيقة ان مصر استيقظت ولن تنام ... المارد لن ينام!

اتذكر انني كنت اتصل بزملائي من الناشطين الذين زاملتهم في حزب الجبهة الديمقراطية من سنة 2007 وحتى حدوث الثورة، واكتشفت اختفاء بعضهم في مساء 25 يناير! شعرت بالعجز وانا انتظر المعلومات الجديدة على بروفايلات اصدقائي وعلى رصد وموقع الدستور!  واتذكر انني تحدثت مع احدهم، عمرو صلاح واحمد عيد، وكان الجميع في التحرير يغني بلادي بلادي، بكيت مرة اخرى!

 

اتذكر ان جوان صديقتي، والتي افتقدها كثيرا بالمناسبة، كانت تريدني ان اتناول غذائي بالعافية، اتذكر انني كنت لا استطيع تناول الطعام. كانت اصعب ايام مرت علي على الاطلاق!

يتبع...


مشيرة صالح
الخميس 26 يناير 2012

No comments:

Post a Comment